عن ظلام روته الدماء

كُتبت بواسطة
شمعة قد أشعلها طفل يلعب بأعواد الكبريت ، لتشتعل هى بدورها وتلسع شبحا كان يحوم حول الصغير منذ ان وُلد . فنجد أن ذلك الشبح قد تحول لظل صغير ابتلعته نيران جائت من البريق فى عيون هذا الطفل ، والناظر فى هذا المشهد سيسرح فى التفكير بتساؤلاته عن أهل هذا الصبى ، ولم قد يحوم الشبح حوله هو بالذات ، لا تتسائل فهذا ممنوع منعا باتا يشوبه الشك والتشويه .
أهل هذا الصبى قد دُفنوا فى قلب الظلام منذ زمن مضى ، ولم يقدر الظلام على ابتلاع هذا الطفل لان بريق عينيه يكفى ليقتله  فتركه يلعب ويلهو ويرمح فى هذه البلاد السحيقة ليذوق المر و يخبو بريقه فيبتلعه كما ابتلع الجميع ..... لكن صديقنا الصغير  لا يعرف الاستسلام ولطالما حارب الظلام وجيوشه ولم يتأثر أبدا بالظروف ، أما هذا الشبح فكان خوفه الدائم من الظلام الذى لا يفارقه فيكون صديقه وعدوه ، حبيبه وغريمه ، الدافع والعائق ، وكلما تغلب عليه الصغير عاد من جديد بصورة اقوى ليزيد من قوة الصغير .
هذا الصغير عندما يكبر سيتحول إلى كائن عظيم  لديه كل ما يلزم لتحقيق العدل ونشر الضياء ، لذلك يعمل الظلام بكل ما لديه من قوة ليقضى على ذلك الصبى ، لكن وبكل بسالة يقف أمامه جنود النور ليقشعوا الظلام و يقتلعوه من جذوره فى كل مرة ، ولكن يخسر الضوء فى معاركه الكثير من بريقه ، وفوق جبل من رفات جنوده ينبع نهر من دمائهم ليروى جذور الظلام الخبيثة ، فيزداد الظلام قوة فى مقابل كل هزيمة له .
الطفل هو الأمل الآخير للضياء وهو الأمل الآخير لنا أيضا ، وفى أعماق الأمل تُدفن الأحزان أو أن الأحزان دائما ما تتغلل بالأمل حتى لا تنفجر القلوب أو تضمر .. كل أم ثكلت ابنها وزوجها واخاها واباها ، كل طفل فقد أباه ، وكل أب تقتله الدموع الحبيسة فى صدره لحزنه على فراق خليفته ، وكل فتاة تعتصر الالآم قلبها الحزين لفراق حبيب أو أخ ، وكل نقطة دم سقطت وهى تتسائل عن سبب هدرها بهذا الشكل ، وكل دمعة سقطت من عين حزينة ، وكل جلد لسعته السياط ، وكل شهيد رحل عن هذا العالم البائس .
كل هؤلاء يدفنون أحزانهم فى أعماق الأمل ، و منهم من وهب حياته فقط لينصر الأمل . 
ولكن وبكل بساطة وبعد معركة قصيرة تسلل الظلام خلف الصبى حيث لا يمكن لبريق عيونه أن يصيبه و طعنه بخنجر من اللهب الأسود الذى كان ضياءا ذات مرة ولكن الظلام قد غلبه .
طعنه فى قلبه طعنة جعلت البريق فى عينيه يشتعل ليكون شعاعا فلهيبا فنجما لامعا أحرق كل شئ حتى الضياء بنفسه ، ليخبو ويخمد أخيرا .
بعد هذه المعركة قام الظلام بتحويل الجميع إلى أوراق قد لونتها الدماء بلون أحمر ، ليضعها فى صناديق محكمة الإغلاق  ويبنى بهذه الصناديق جزيرة تحيط بها الدماء ليبنى هو عرشه على الساحة الحمراء فوقها ، ويتربع الظلام على عرشه و ينتشر فى آرجاء البلاد .
لكن ....
الطفل لم يمت ، فقد أعاد ضوء النجم لهيب الخنجر إلى لونه الأبيض الخالص ليذوب ذلك الضوء فى قلبه فيصبح ذلك الصبى بقلبه المشتعل هو الضوء بنفسه ، الآن يبحث عن سيفه ودرعه ، وفى اثناء ذلك سيكبر ، وعندما يحين الوقت ليواجه الظلام فى المعركة الفاصلة التى سيتحدد فيها مصيرنا ، سنحارب بكل ما أوتينا ، عندما ننتصر سنعود أمة .

لا يهم ماذا كان موقفك ، المهم هو كيف سيكون .
#الثورة_مستمرة
#اليأس_خيانة
#كلنا_واحد
#إفهم_صح
#الشدة_توحدنا
#اعرف_عدوك

شارك هذا الموضوع

تعليقات الفيس بوك
7 تعليقات بلوجر

شجعنا مثلهم واترك تعليقك

  1. هو الكلام معبر ومؤثر وكمان الاغنيه رائعه

    ردحذف
  2. 3aaaaash farghalyyyy :D 3agabetny fash5 ;)

    ردحذف
  3. حاجة متوقعة منك يا فرغلي انك تكتب كلام معبر جدا عن الواقع اللي احنا فيه هكذا عرفناك وما عرفناك الا اسدا وليتنا كلنا هذا الطفل

    ردحذف

أحدث مواضيع إفهمنى

حبايبنا

بإيدك تغير

إفهمنى