مشروع رواية : الفصل الأول

كُتبت بواسطة
منذ عام قد انصرم بدأت الكتابة فى رواية قررت تسميتها "نڤاريا" لكن دائماً ما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ... 
لا أعلم لماذا قد انقطعت عن الكتابة ؟
لذلك قررت بأننى سأشجع نفسى وأنشرها لكم هنا على هذه المدونة أو على الأقل أقطع شوطاً كبيراً فى كتابتها آملاً أن أجمعها فى النهاية بين غلافين ...
رواية تروى أمام أعينكم ، فقط من عقلى طازجة إلى عيونكم ، دون مراجعة او تدقيق ، فهذا سيكون دوركم أنتم .. استمتعوا
نبدأ على بركة الله ..
عندما أكبر سأكون عظيمة .. سأنتقم
فى ريف مدينة نڤر كان أبى يملك مزرعة وبيت صغير يكفينا أنا وأخى أرين وأبى ، كنا نزرع القمح ونجمعه لنرسله إلى المدينة حيث أن زراعة القمح كانت هى الضـرائب المفروضة علينا فى ذلك الوقت مقابل أن يتركونا نعيش فى ذلك المنزل ويوفرون لنا ما نحتاج من طعام ، ولكن هذا لا يكفى طبعا ، لا يكفى أبداً ؛ فنحن دوماً بحاجة إلى ملابس جديدة وأموال كثيرة لندخل المدرسة كما أننى كنت فى الخامسة عـشـر وكانت مطالبى واحتياجاتى كثيرة ، كنا نعيش فى ظروف صعبة حيث أن كوكبنا كان مستعمرة حديثة لإتحاد الأرض يبلغ عمرها 50 سنة وكان أبى قد سافر إلى ذلك الكوكب نفاريا فى شبابه عندما أكتشفوه فى بادئ الأمر حيث كانت هناك عروض قوية للإستكشاف و مكافآت سخية وهنا أسس حياته و أستقر ووجد شريكة حياته وحصل على طفلين هما أنا وأخى الأصغر أرين ، ولكن هذا الوضع لم يدم فرئيس إتحاد الأرض مالك الذى شهد عهده الرخاء والتطور قد مات بسبب إنفجار حدث فى مركبته وهو فى زيارة لإحدى المستعمرات ، وتم ترتيب الأمر داخليا ليكون عاطف رئيس الإتحاد الجديد دون أن ينتخبه فرد واحد من الشعب حتى .
 وبدأ الأمر كله منذ هذا الوقت ....
جمال وطبيعة كوكب نڤاريا قد جذبا وأسرا عاطف ، و شجعه ذلك على نقل إستراحته الرئيسية إلى هذه المستعمرة وأراد أن يجعل سكان هذه المستعمرة عبيداً له ولحراسه ولكن أهل المستعمرة رفضوا ذلك و كادوا يقومون بقتله فى إحدى المرات ، وعندما كان يأتى فى زياراته لهذه الإستراحة كانوا لا يتوقفون عن إزعاجه بشكواهم وطلباتهم الكثيرة ، لذلك قرر نقل الإستراحة إلى الطرف الأخر من الكوكب حيث يكون بعيداً عن مدينة نڤر وهى المدينة الوحيدة التى تتكون منها المستعمرة وبهذا يكون بعيداً عن السكان وإزعاجهم ، على الأقل هذا ما بدا للسكان عندما أقدم على تلك الحركة ولكن على ما يبدو أننا سنكتشف عكس ذلك ، ولكن بعد فوات الأوان ، بعد أن أقدم على تلك الخطوة قرر أن يرفع الضـرائب على السكان لدرجة أنه جعل الواحد منهم يرسل كل ماينتجه إلى المدينة كضـرائب ، ونحن كمثال : نرسل كل ما نزرعه من قمح إلى المدينة كضـرائب ، ولذلك نعتمد فى تجارتنا وسد احتياجاتنا على ما تنتجه حيوانات المزرعة من ألبان ولحوم وعلى ما تنتجه الدواجن من بيض و على الرغم من هذا فإن ذلك لا يكفى إلا بقدر ضئيل جداً ، والغريب أنه عندما وصل عاطف إلى منصبه لم يعترض أى شخص على الرغم مما حدث لهم من معاناه واضطهاد وكل هذا لأن الإتحاد كان يخوض حرباً مع إتحاد ألفاق ، وقد منحته هذه الحرب الفرصة للقيام بالعديد من الأشياء الشنيعة وعلى سبيل المثال : مستعمرتنا وظلمه لأهلها ، وتهجير أهالى مستعمرات كبيرة لمصالح شخصية ، وقتل الآمنين ، وإبادة أجناس كاملة ، وقتل الشموس ، واستنزاف موارد الكواكب ، وأستعباد أهل آخر .
الحرب قد منحته الفرصة للظلم ...
ومذ ذاك الحين قرر شعب نفاريا المقاومة ...
وفى صباح الباكر من يوم الأحد الموافق 125/50 ب.إ  فوجئنا بطرق عنيف أيقظ كل النيام فى المنطقة فما بالكم بأهل المنزل ؟ طبعاً خاف الجميع ولم يجرؤ أحدنا على الإقتراب من الباب لفتحه ، لذلك وبعد ربع ساعة من ذلك الطرق العنيف قاموا بإقتحام المنزل و أخرجوا والدى بالإكراه , وحدثه قائد الفريق : لقد وصلتنا أخبار عن وجود مخطط لإغتيال الرئيس عاطف لذلك عليك إخبارنا بنيتكم وإلا أجبرناك على التحدث .
على ما يبدو أنه قد وصلتهم أخبار أن هناك مخطط لإغتيال رئيسهم الظالم و أصحاب هذا المخطط يقطنون بقريتنا ، وبما أن والدى هو أكثر الناس معارضة لحاكم القرية فلابد من أنه قد شك بأن والدى أحد أصحاب هذا المخطط وهذا مالم يكن ...
فقد أجاب والدى هذا الجندى الفاسد بأنه لا يعلم شيئاً مراراً وتكراراً ولكن على ما يبدو أن الصمم قد أصاب آذان هذا الجندى ورفاقه لأنهم لم يقتنعوا بكلام والدى ، وعندما كنت أشاهد والدى من نافذة البيت وأرى وأسمع الطريقة البشعة التى يعاملون بها المواطنين ، أشار هذا القائد الفاسد إلى إثنين من جنوده وبالطبع لم يفهم أحدنا معنى هذه الإشارة لا أنا ولا أخى ، ويا للأسف فقد إكتشفت معناها بعد فوات الأوان .
كان القائد قد أمر جندياه بإحضارنا أنا وأخى , و كما اخرجوا والدنا مكرها فعلوا هذا معنا نحن أيضا ، وقال القائد الفاسد : هل ستجيب على سؤالى أم ستجبرنى على إستخلاص الإجابة منك بالطريقة التقليدية ؟  أكرر سؤالى ولن أكرره مرة أخرى ، ما هو مخطط إغتيال الرئيس ، ومن شركاؤك فى المخطط ؟
فقال أبى : لا أدرى يا هذا ، أخبرتك مرارا أننى لاأدرى فأنا لاأعلم أى شئ عما تقول .
فقال الفاسد : كما تريد ولكن تذكر أنك من أجبرتنى على هذا .
فقال أبى مرتعداً : ماذا ؟ ماذا ستفعل ؟ 
فقام الجنود بإحضارى أنا وأخى ووضعونا أمام أبى وقاموا بتعذيبنا بقسوة وحيوانية ووحشية ، و أخبروا أبى بأنهم سيقتلونى أنا وأخى واحدا تلو الآخر أمام عينيه ومن ثم سيقومون بتعذيبه حتى يموت ، وأنه لا يستطيع الخروج من هذا الموقف إلا بإجابة أسئلتهم .
وبالطبع لأن أبى مزارع عادى لا يعلم أى شئ ولا يبحث عن المشاكل وكل ما يرغب فيه هو تلبية رغباتى أنا وأخى وتلبية إحتياجات المنزل ، فكانت إجابته دائما النفى عن معرفته بأى شئ مما يقولون ، وكنت أنا وأخى نراقب المنظر ونحن نلتقط أنفاسنا بصعوبة من شدة الألم و الرعب .
ومرة واحدة صرخ الفاسد فى أبى : أنت من طلبت هذا فتحمل ما ستراه .
ثم سحب أخى من بين أحضانى وقام برفعه لتتلاقى عيناه الخائفتين مع عينى أبى العاجزتين ، فقال أخى لأبى : أحبك يا أبى .
فبكى أبى ، وكانت هذه أول مرة فى حياتى أرى والدى يبكى ..
فأنزل ذلك الفاسد أخى على الأرض وجعله يجثو على ركبتيه وقال له : الأمر ليس شخصيا ، ولكن أباك هو من قد جلب لك هذا .
وذبح أخى كما لو أنه يذبح حيوانا أو بهيمة ، ذبح أخى أمام أب أفنى حياته من أجل أولاده ، وأخت لم تجد لها صاحب أو ونيس سواه ، ذبح طفلاً سيتم عامه العاشر بعد خمسة أيام ، ذبحه وذبح قلوبنا معه ...
وما أن رأيت منظر أخى الذبيح ورأسه المفصول عن باقى جسده حتى صرخت من هول المنظر ، وظللت أصرخ صرخات مدوية أوقفت الدم فى عروق هذا الفاسد و أيقظت حواس الجيران من حولنا ودفعت فضولهم الذى دفعهم بدوره ليأتوا لمعرفة ما مصدر الصرخات وما سببها ، وكما صدمت وأصبت بتلك الحالة من الفزع ، لم يكن أبى أفضل حالا منى ، فقد قام بضـرب الحراس الذين كانوا يمسكونه ويعذبوه وظل يصيح وهو يقول : قتلتم إبنى يا كفار ، قتلتم إبنى  .
وتارة يضـربهم ، وتارة أخرى يحمل جسد أخى الذبيح ويمسك برأسه ويقبله على خدوده التى لا تزال دافئة وهو يبكى و يصرخ : إبنى ، إبنى آآآه .. إبنى .
وحاول أبى الوصول للفاسد قاتل أخى بأى شكل ولكن الجنود كانوا يمنعون أبى مراراً بتلقى ضرباته وإعاقة طريقه ، حتى استطاع أن يصل إليه ويمسكه من رقبته ويطبق إمساك رقبته حتى يخنقه ، وبما أن صرخاتى وصيحات أبى قد جعلت الجيران يلتفون حول المنزل ويصيحون ويبكون و يصرخـون هم أيضا من هول المشهد و بشاعته ، فقد خلق هذا الجو مهابة وخوف ورعب فى صدر القائد الفاسد ، فعلم على الفور أنه عليه الهرب ، ولكن كيف يهرب و أبى يخنقه ...
على ما يبدو أن أبى لم ينتبه أن السيف الذى ذُبح به أخى قد كان لا يزال فى يد الفاسد القاتل وكان هذا هو سبب فراره ، فعلى الفور عندما وصل أبى إليه وأمسك برقبته واطبق عليها ليخنقه ، لم يتورع القاتل عن ارتكاب جريمة ثانية ، وقام بوضع السيف فى قلب أبى المكسور ، وهرب على الفور هو وجنوده ...
هذا القاتل قتل أخى ، قتله بدم بارد ولم يتح له الفرصة بإتمام العام العاشر من عمره ، لم يتح له أن يلعب ويمرح ، لم يتح له أن يحصل على الدراجة التى وعده أبى بها ، ولم يتح له أن يكبر ليرى الحياة بوجهها الحقيقى ، قتله والطفولة لم تكن قد رحلت عنه بعد ، قتله ... وقتل كل شئ جميل ، قتل الحب و الجمال و الروعة ، كل هذه المعانى قد قتلها هذا القاتل فى قلبى لقتله ونيسى وصديقى الوحيد ، قتله وترك طفلة وحيدة بلا أصدقاء .
وقتل أبى ، قتله ولم يعط الفرصة لفتاة متنمرة أن تخبره كم تحبه ، ولتخبره بأنه أب رائع قد أستطاع أن يعوضها عن حنان أمها ، لم يعطها الفرصة لترتمى فى أحضانه وتبكى وتخبره بمدى اشتياقها لأمها ، و لم يعطه الفرصة لينفذ وعده لها بأنه سيشترى لها خاتم جديد إذا ما أبليت جيدا فى امتحانها النهائى الذى قد جائت نتيجته أمس وحققت فيه نتيجة رائعة ، قتله بدون أى سبب ، قتله وترك خلفه طفلة يتيمة .
هذا القاتل ..... أقسمت أننى لن أرحمه ، لن أتركه يموت فى سلام ، سأجعله يموت بعد أن يموت كل أحبابه الفاسدون مثله أمام عينيه ، لن أتركه يعيش ويهنأ بعيشته ، كما أننى لن أبقى على أى فاسد فى هذا الكوكب ، ولن أسمح لهذا الظالم الكبير الذى ترك جنوده يعيثون فسادا فى الأرض بأن يطأ بقدمه هذا الكوكب مرة أخرى ، لن أسمح له بأن يستمر ، لن يحكم الظالمون بعد الأن ، لن يبقى الفاسدون بعد الأن ، سأقتل الظلم والفساد والطغيان ، كما قتلوا البراءة و الصدق و الحنان ... و سأحرر الحق من سجنه ، وأنحر الباطل بسيف الحق . 
هذه أنا ... نڤارين .




شارك هذا الموضوع

شجعنا بتعليقك

أحدث مواضيع إفهمنى

حبايبنا

بإيدك تغير

إفهمنى