ننتقل هنا إلى مشهد من مدارسنا المصرية العتيقة الأساليب التعليمية غير التربوية على الإطلاق ... يرفع أحد الطلاب يده فى بداية الحصة التى ستقوم فيها المدرسة بشرح درس جديد كانت قد اعطت الطلاب فكرة عنه من قبل ، تسأل المدرسة الطالب عن سبب رفعه ليده ، فيجيبها بأنه لديه معلومة مفيدة عن الدرس رآها فى إحدى القنوات التلفيزيونية ويود لو ان تسمح له بقولها .
تقريباً أيها القارئ العزيز لقد اتضحت لك الصورة وقمت بالربط بين عنوان هذا المقال وهذا المشهد فى بدايته ، فوصلت إليك الفكرة ، وحزرت رد فعل المدرسة .
نعم ، هذا بالضبط ما حدث ، بصوت مرتفع وقالت : يا ابنى هو انا لسه قولت حاجة فى الدرس ، خلى المعلومة لنفسك وأترزع .
لو كان هذا المشهد هو الذى تكون فى مخيلتك فتحياتى لك أنت قارئ ممتاز تستطيع توقع الأمر التالى ... المهم .... نعود إلى موضوعنا ... أى أسلوب هذا فى التعامل مع الطلبة واى أسلوب تربوى هذا ؟
أسلوب هباب يرسخ فى نفس ذلك الطالب فكرة مهببة بقدر ذلك الأسلوب ، فنأتى لذلك الطالب عند دخوله المرحلة الثانوية وتكون سمعته وشهرته كشخص دحيح ، فنجد أن ذلك الطالب يجتهد ويكد فى المذاكرة وهذا من حقه طبعاً ، ولكن الفاجعة الكبرى تتمثل فى كم الأنانية التى ترسخت بداخله نتيجة سماعه لتلك الكلمة مراراً وتكراراً ( خلى المعلومة لنفسك ) ، فأصبح لا يشارك على الإطلاق بأى معلومة ، عندما يطلب منه أصدقائه وزملائه النصيحة ، فيقول لهم : أنا مش بفتح الكتاب دا من الشرح اللى بسمعه فى الدرس ، طيب بتاخد درس مع مين ؟ مدرس قريبنا من بعيد بييجى البيت عندنا ، وهكذا يستمر صاحبنا فى صد وردع كل محاولات زملائه لاستخلاص المعلومة منه ، ويكأن تلك المعلومة من أسرار الدولة العليا ، أسرار الدولة العليا ؟ حتى هذه الأسرار لدينا حق الإطلاع عليها من خلال مجلس الشعب فى حالات معينة ... مرة أخرى نعود للموضوع ... الفكرة هى أن تسمحوا لأنفسكم بمشاركة المعلومة التى تملكونها ، لا تكتمونها فى داخلكم ، فكلما بقيت أكثر كلما زاد نمو الأنانية فى نفسك ، لا تسمح لأحد من منعك من قول اى شئ ولا حتى نفسك ، لا تندم على اى قرار ستتخذه ، طالما أنك ستتخذه دون ضغوط من اى شخص ، كل خطأ ترتكبه فى الحياة يعلمك شيئاً جديداً .
رجاءً أساتذتى ، انتهجوا أساليب تربوية افضل ، انتبهوا لأقوالكم ولأفعالكم أمام التلاميذ ، أنتم حقاً لا تدركون ما يقع على عاتقكم ، فأى موقف يحدث للطفل فى صغره يظل منقوشاً فى ذاكرته إلى الأبد ، من منكم لا يتذكر مدرس لغته العربية الذى كان يتصل بوالده إذا أخفق فى حل سؤال نحو ليطلب منه أن يشدد عليه قليلاً فى المذاكرة ؟ أراهن أنكم تتذكرونهم ، أنا لا انسى مدرس قد علمنى شيئاً فى يوم من الأيام ، قد أنسى اسمه ، ملامحه ، ولكن يبقى الموقف ... طبعاً هناك أشخاص أتذكر لهم مواقف مهببة بقدر شخصياتهم القذرة ... وهذا ما لا أريده لأختى الصغيرة التى لم يتجاوز عمرها السنة ، لا أريدها أن تتعلم الأنانية فى المدرسة بدلاً من حب المشاركة ، لا اريدها أن تتعلم كره الأشخاص ، بدلاً من أن تتعلم حب الجميع ... اساتذتى .. لم يفت الأوان بعد لترتقوا بأبنائكم ، لا تنظروا إلى الطالب المصرى كحقيبة من المال ... هى نفس بشرية فاحيوها
#كونوا_قدوة
#ارتقوا
#لابد_من_تعليم_جديد
#راقبوا_أنفسكم
#أراقبكم
#نراقبكم
#لنا_الغد
#لن_نكون_مثلكم
#عندى_أمل
شجعنا بتعليقك