الثانوية العامة فى أم الدنيا

كُتبت بواسطة

نتعلم من هذه الصورة أن كم كبير من الألوان ودرجاتها المختلفة يمكن أن يتواجد فى صورة واحدة وفى تناسق جميل ورائع ، ولكن مع ذلك لا نستطيع أن نتقبل هذه الحقيقة فى أنفسنا ، فالنفس البشرية هى تماماً كتلك الصورة تمتلئ بالمشاعر والأحاسيس المتناسقة والمترابطة فى شكل جميل و يحفظ التوازن داخل الإنسان .. ولكن نصر على إفساد هذه الصورة فنلوثها بالحقد والغل والحسد و إحباط الآخرين فقط لنبرر لبعضنا البعض فشلنا أو لنواسى البعض فى إخفاقهم فنحبط الآخرين فى نجاحهم .
بعد نتيجة الثانوية العامة انقشع الظلام عن شئ متأصل فى نفوس المصريين من زمن بعيد يحتاج للإصلاح ، فنجد أن أصحاب المجاميع العالية يتفاخرون على الآخرين ، ونجد أن أصحاب المجاميع المنخفضة يواسون أنفسهم بأن معظم الناجحين فى الحياة لم يحصلوا على درجات مرتفعة فى البداية وأن أصحاب المجاميع العالية قد حصلوا عليها بالغش .
إنه الإحساس الذى نفتقده .. الإحساس بالآخرين نعمة يجب أن نعمل لأجل التحلى بها والحصول عليها ، فمثلا لو أن صاحب المجموع العالى وضع نفسه محل زميله منخفض المجموع لوجد فى نفسه حزناً دفيناً ونظرات الإحباط التى تكتنفه من كل جانب ، ولو أن صاحب المجموع المنخفض وضع نفسه مكان زميله مرتفع المجموع لوجد فى نفسه فرحة و نظرات الإعجاب والمباركة تكتنفه من كل جانب .
علينا أن نتشارك فى الفرح والحزن ، فافرح لغيرك كفرحتك لنفسك ، واحزن لغيرك كحزنك لنفسك ، ولا تنقم على الآخرين لمجرد شعورك بالإحباط ولا تختال على الآخرين لمجرد شعورك بالنجاح والإنجاز .
وتعود على هذا فى حياتك المقبلة 
عليك أن تهتم لنفسك أولاً ثم تشارك الآخرين فى أفراحهم وأحزانهم ، وارض بما قسم الله لك .
عليك أن تعلم أن مجموعك العالى هو ابتلاء لتشكر ، و أن مجموعك المنخفض هو ابتلاء لتصبر .
ومبارك لكل طالب اجتهد ووفقه الله فحمد وشكر ، ومبارك لكل طالب اجتهد ولو يكن التوفيق من نصيبه فصبر .

الثانوية العامة فى بلادنا هى نموذج مصغر لمجتمعنا الكبير ، فتجد أنك تملك وقت كبير جداً لتنهى منهج صغير جداً مقارنة بذلك الوقت ، وفى النهاية تأتى الامتحانات لتجد نفسك تقع فى أفخاخ لم يكن لها أى حسبان كالوقت والتوتر والخوف والأحداث الغريبة فى اللجنة على الرغم من أنك قد تمرنت على العديد من الامتحانات من قبل ، وبعد النتيجة نتحول كطلبة إلى طبقات على حسب المجموع ، وفى النهاية كلنا نعيش فى مصحة عقلية كبيرة واحدة .
فنجد أن بلادنا فيها كم كبير من الموارد ومن المفترض أنها ستستخدم لتحقيق كم قليل من المطالب والأساسيات ، و فى النهاية نجد أن الموارد لم تتوزع بشكل صحيح على أفراد الشعب ونتحول إلى طبقات على حسب كمية الموارد التى نملكها ، وفى النهاية نحن نعيش فى أم الدنيا .
علينا وبسرعة تغيير أفكارنا والتخطيط بجدية لتحويل بلادنا إلى دولة عظيمة بدلاً من اقتناعنا بأننا دولة عظيمة وهذا غير صحيح بالمرة ، وعلينا كذلك أن نكسر تلك المفاهيم الخاطئة المزروعة فى أدمغتنا زرعاً .. تماما كالثانوية العامة ، فعلى طالب الثانوية العامة القادم أن يدرك جيدا أن عليه العمل على تطوير نفسه ووضع أكثر من خطة للمستقبل لأن الثانوية العامة ليست هى تحديد مستقبلك كما أقنعوك ، فمستقبلك يتحدد من الآن .

لنعمل على أن نبنى إنسان أفضل ، مجتمع أفضل ، وطن أفضل و نصلح ما يمكن إصلاحه .

وإليكم بعض النصائح للمقبلين على الثانوية العامة

انت داخل ثانوية عامة ؟ طيب اقرأ الـ 5 نصائح دول هينفعوك صدقنى أول نصيحة وأهم نصيحة : متسمعش كلام من حد :D هتلاقى الل...


شارك هذا الموضوع

شجعنا بتعليقك

أحدث مواضيع إفهمنى

حبايبنا

بإيدك تغير

إفهمنى